pregnancy

التحدي الأكبر أمام الطائرات بدون طيار

هل سنرى الطائرات بدون طيار المعروفة باسم (درون) تحلق في أجواء مدننا قريبا؟ قبل أن يحدث ذلك، تكمن في الطريق عقبات جمة، أحدها هو أنت، كما يقول الكاتب ديفيد روبسون.

لماذا هذا الجدل؟

إطلاق طائرات يمكن التحكم بها عن بعد في الهواء، وتحلق بدون أن يكون على متنها إنسان، وتستخدم لحماية المخلوقات المهددة بالخطر، والعثور على الأطفال المفقودين، وتستكشف مناطق الكوارث، يجعل من السهل أن نعرف لماذا تثري هذه الطائرات خيالنا وأحياناً تثير غضبنا أيضاً.
لقد بلغ الجدل ذروته عندما أعلنت شركة أمازون للتسوق عبر الإنترنت أنها ستوصل طلبات الزبائن بإستخدام طائرات بدون طيار في غضون نصف ساعة من تلقي هذه الطلبات.
غير أن بعض المعلقين اعتبروا أن ذلك لا يعدو كونه مجرد دعاية للترويج للتسوق لأعياد الميلاد من موقع أمازون على الإنترنت. فقد كتبت صحيفة الغارديان تقول: "إنها مجرد فقاقيع هوائية وبالونات دعائية".
وقالت مجلة بزنس انسايدر في عنوان رئيسي: "السبب الحقيقي لإعلان أمازون عن خدمة التوصيل باستخدام طائرات بدون طيار الليلة الماضية هو توفير 3 ملايين دولار مقابل دعاية تجارية مجانية."

هل هناك مبالغة؟

كلا، فبعد مرور عشرة شهور على إعلان أمازون، يبدو الاستخدام التجاري للطائرات بدون طيار أمراً أكثر احتمالاً. خدمة البريد السريع "يو بي إس" في الولايات المتحدة، وشركة غوغل، وشركة "أس أف اكسبرس" الصينية تفكر أيضا مثل أمازون في استخدام تلك الطائرات لتوصيل المنتجات والطرود البريدية.
في غضون ذلك، بدأت شركة البريد العملاقة "دي إتش إل" في تجربة محدودة لتوصيل الأدوية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها في ألمانيا. ورغم أنها خطوة صغيرة، إلا أنها مهمة جدا باتجاه استخدام مثل هذه الطائرات على نطاق أوسع.
دعونا لا ننسى أنه يمكن استخدام طائرات بدون طيار في مجالات غير مجال التسوق على الإنترنت. ماري كامينغز في جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية على سبيل المثال تشير الى إمكانية أن تلعب تلك الطائرات دوراً كبيراً في مجال الزراعة، وتحديداً في الكشف عن سلامة المزروعات من الأمراض، والإرشاد إلى استخدام المبيدات الحشرية على سبيل المثال.
كما يمكن أن تستخدم في مجال تجارة العقارات، حيث يمكن أن تساعد المشترين في استكشاف تفاصيل وأوضاع العقارات عن بعد.

مصدر الصورةGETTY IMAGES

كما أن هناك إمكانية في أن تستخدم هذه الطائرات بشكل شخصي في أغراض التقاط الصور. وتقول كامينغز: "يستخف الناس بالنزعة البشرية لحب الاستكشاف، والرغبة في رؤية العالم، والاطلاع على جوانبه الغامضة."
المصممة والنجمة التليفزيونية الشهيرة والثرية مارثا ستيوارت كانت سباقة في استخدام التكنولوجيا لهذا الغرض. فهي تستخدم طائرتها الخاصة بدون طيار لتصوير أملاكها ومزارعها المترامية الأطراف.

هل من سلبيات؟

انتهاك الخصوصية من أبرز السلبيات. أي أن هذه الطائرات يمكن أن تسجل سراً معلومات عنك وعن بيتك وهي تحلق قريبة منك. لكن كامينغز تعتقد أنه في الولايات المتحدة على الأقل يجب أن توفر القوانين حماية للأفراد من تصويرهم بدون إرادتهم أو رغبتهم.
وبينما تحتاج هذه الطائرات المستخدمة في توصيل الطلبات والطرود البريدية إلى تصوير الطريق الذي تسلكه، فمن الممكن برمجتها لكي تمسح تلقائيا أي صور تلتقطها خلال 24 ساعة.
ومن الأمور المثيرة للقلق أيضا سلامة هذه الطائرات. فماذا لو فقدت السيطرة عليها وتحطمت؟ وماذا لو شفطها محرك طائرة ركاب كبيرة؟
تعتقد كامينغز أنه يمكن تصميم نظام ذكي للتحكم في الملاحة الجوية يمكنه تجنب ذلك النوع من التصادمات الخطيرة. وفي حالة وجود خلل فني يمكن لهذا النظام توقع الخلل في المحركات قبل سقوط الطائرة وتحطمها.
ومن السهل نسبياً على هذا النظام أن يستشعر وقوع الخلل ومن ثم اختيار الهبوط في أماكن غير مأهولة.


GETTY Iمصدر 

لكنك لا تستطيع أن تستبعد إمكانية وقوع الأخطاء البشرية. تستشهد كامينغز بحالة رجل أطلق النار على طائرة بدون طيار يملكها جاره، وأسقطها عندما تعدت على ممتلكاته بالتحليق فوق أرضه.
الحادثة أثارت تساؤلات عن مفهوم وطبيعة التعدي على ممتلكات الغير، فضلاً عن أن الحطام يشكل خطراً كبيراً إذا سقط في المكان الخطأ.
"في هذه الحالة تكون الطائرة بمثابة صخرة تهوي من ارتفاع كبير،" حسب ما تقول كامينغز.

هل كان ذلك حادثاً غير معتاد؟

في الحقيقة يبدو أن فكرة إسقاط الطائرات بدون طيار تضرب وتراً حساساً في بعض الأوساط في مجتمعنا. وهي تشي بأن العقبة الكبرى لطائرات الدرون هذه هي أنت.
تقول كامينغز: "في نهاية الأمر، العقبات الكبرى هي عقبات تقنية اجتماعية. كثيرون يربطون بين تلك الطائرات وبين الجيش، وبالتالي يشعرون بالعداء تجاهها، هذا بالطبع موقف خاطيء، فمعظم الناس الذين يسمعون بطائرات من دون طيار ينصرف ذهنهم إلى قتل الناس في باكستان مثلا. إنهم لا يدركون الجوانب والآثار الإيجابية لهذه الطائرات."
لعلنا نقتنع بهذا الأثر الإيجابي عندما نراه على أرض الواقع. ولتحقيق ذلك فإن الشركات المختلفة تحتاج إلى موافقة حكوماتها، وفي الولايات المتحدة تحتاج الى موافقة الإدارة الفيدرالية للطيران FAA.
على ضوء هذه المعطيات، شكلت أمازون وغوغل وعدد آخر من الشركات مجموعة ضغط للحصول على موافقة الادارة الفيدرالية للطيران في الولايات المتحدة لاستخدام هذه الطائرات في الأغراض التجارية.
وتعتقد كامينغز أن هذا اللوبي سيحدث التغيير المطلوب، وفي غضون خمسة إلى عشرة سنوات، سنرى طائرات توصيل الطلبات إلى الزبائن تحلق في الجو، إلى جانب استخدامات أخرى كثيرة.

إلى أين يمكن أن تصل الأمور؟

إذا صدقت توقعات كامينغز، فإن تقنية الطائرات بدون طيار ستكون مجرد مقدمة لأشياء أكثر تطوراً. فهي تعتقد أن من شأن هذه الطائرات أن تجسر الهوة بيننا وبين استخدام السيارات الطائرة، وأن تدفع باتجاه إيجاد نظام مستقل للملاحة الجوية الآمنة.
تقول كامينغز: "السيارات التي تتحول إلى طائرات موجودة حالياً، وكل ما تحتاجه هو تركيب أجهزة الكمبيوتر المناسبة داخلها."
وتعتقد أن السيارات الطائرة ستواجه صعوبات أقل من تلك التي تواجهها السيارات التي نقودها في الشوارع، نظراً لعدم وجود عوائق في الجو كتلك الموجودة على الأرض.
وتضيف: "من وجهة نظري كمتطلعة دوماً إلى المستقبل، لا أستغرب أبدا حدوث ذلك."

التعليقات
0 التعليقات
شكرا لتعليقك